شهد المجال الفني والإبداعي، رحيل الفنانة الشاملة أنجيلا لانسبري والتي توفيت عن 96 عاما بعد مسيرة حافلة قدمت من خلالها عددا من أبرز الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحيات الغنائية.
ومن أبرز أدوارها الفيلم العالمي الذي صورت أحداثه في مصر (جريمة على ضفاف النيل) بمشاركة بيتر أوستونوف وديفيد نيفن وبيتي ديفز وفيلم (السيدة هاريس تذهب إلى باريس) وشاركها البطولة النجم المصري العالمي عمر الشريف.
الممثلة الأميركية البريطانية أنجيلا لانسبري عُرفت بدورها ككاتبة ومحققة غي المسلسل التلفزيوني “الجريمة التي كتبتها” وبرزت في عدد من المسرحيات الغنائية وفي أكثر من 60 فيلماً منذ أربعينات القرن العشرين.
وأوضحت عائلة الممثلة البريطانية التي نالت الجنسية الأميركية في بيان وزعته على عدد من وسائل الإعلام الأميركية أنها “توفيت بسلام أثناء نومها في منزلها في لوس أنجلوس قبل خمسة أيام فقط من عيد ميلادها السابع والتسعين”.
واستحقت لانسبري عن مجمل مسيرتها جائزة أوسكار فخرية عام 2014، بعدما كانت رُشحت للأوسكار عن دورها الأول الذي أدته في فيلم “غاسلايت” عندما كانت في السابعة عشرة.
وما لبثت أن رشحت للأوسكار مجدداً عام 1946 عن فيلم “ذي بيكتشر أوف دوريان غراي” عام 1946، ومرة ثالثة عن “ذي ماندشوريان كانديدايت” عام 1963، وقد نالت عن هذين الدورين جائزتي غولدن غلوب.
كذلك فازت بأربع جوائز غولدن غلوب عن المسلسل الأميركي “موردِر شي روت” الذي تولت بطولته عندما كانت في الستين، وكانت تجسّد فيه دور مؤلفة روايات بوليسية ومحققة هاوية.
ونال “موردِر شي روت” الذي عُرضت منه 264 حلقة ما بين العامين 1984 و1996 على شبكة “سي بي إس” ثم في كل أنحاء العالم عدداً كبيراً من جوائز إيمي وغولدن غلوب. وأعربت الممثلة عندما كانت في الحادية والتسعين عن رغبتها في تولّي دور جيسيكا فليتشر للمرة الأخيرة بعدما كانت تتقاضى عنه نحو 300 ألف دولار عن كل حلقة.
وكانت لانسبري المولودة في 16 أكتوبر 1925 في لندن لعائلة من السياسيين (ترأس جدها جورج لانسبري حزب العمال في الثلاثينات) والممثلين ، انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1940 هرباً من الحرب العالمية الثانية بعد وفاة والدها.
وفتحت لها والدتها الممثلة الأيرلندية موينا ماكغيل باب الحصول على دورها الأول في فيلم “Hantise” وهو فيلم إثارة نفسي لجورج كوكور مع إنجريد بيرغمان أنتج في 1944. أكسبها دور الخادمة المغرية والمزعجة ترشيحها لجائزة الأوسكار في دور داعم وعقد لمدة سبع سنوات في استوديوهات إم جي إم. كانت آنذاك تبلغ من العمر 19 عامًا. ومع ذلك ، غالباً ما كانت لانسبري تهمّش من خلال إسناد أدوار ثانوية إليها، وجسّدت شخصيات أكبر منها سناً.
وقالت لإذاعة “بي بي سي” عام 2014 “كنت أؤدي أدواراً أكبر مني عندما كنت شابة لأنني لم أكن فائقة الجمال على الشاشة الكبيرة. أنا ممثلة شخصيات”.
وتولت مثلاً دور والدة مرشد سياحي جسّده إلفيس بريسلي الذي كان يصغرها بعشر سنوات فقط في المسرحية الغنائية “بلو هاواي” عام 1961. انتقلت لانسبري إلى المسرح في برودواي في أواخر الخمسينات.