يشبه مسار بيتكوين رحلة مضطربة، حيث يلقي الاحتمال الوشيك لحدث تنصيف البيتكوين بظلاله على السوق، بعد الضوء الأخضر الذي منحته هونج كونج لصناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، ارتفعت العملة المشفرة الرائدة يوم الاثنين، لكنها انخفضت بعد ذلك بوقت قصير، رسم صباح يوم الثلاثاء صورة قاتمة حيث شهدت عملة البيتكوين انخفاضًا مذهلاً بنسبة 4% في القيمة خلال يوم واحد، لتستقر تحت مستوى 63,000 دولار.
شملت حالة عدم اليقين هذه كافة قطاعات العملة المشفرة، فقد كافحت إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، للحفاظ على مكانتها، حيث تم تداولها بشكل هامشي فوق 3000 دولار بعد أن تعرضت لانخفاض بنسبة 4% في غضون 24 ساعة، وواجهت سولانا سيناريو أكثر قتامة، حيث انخفضت بنسبة 12% في يوم واحد وما يقرب من 25% على مدى أسبوع، واستقر حول 132 دولارًا. حتى العملة الميمية المفضلة، Dogecoin، شهدت انخفاضًا بأكثر من 5% يوم الثلاثاء، واستقرت عند 0.15 دولار، وفقًا لما أوردته CoinMarketCap.
مع اقتراب حدث التنصيف في 19 أبريل، من المقرر أن ينخفض معدل تعدين بيتكوين إلى النصف، ليتناقص من 6.25 بيتكوين إلى 3.125 بيتكوين. يعد هذا التغيير الأساسي جوهريًا في آلية blockchain الخاصة بالبيتكوين، مما يؤدي إلى إنشاء إطار نقدي مصمم للحد من التضخم. وفيما كان من المتوقع أن يؤدي هذا الحدث إلى رفع قيمة بيتكوين، إلا أن السيناريو الحالي يتميز بتصاعد التقلبات، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر في الفترة التي تسبق التنصيف.
وتوقع ماركوس ثيلين، مؤسس شركة 10X ريسيرش، هبوط أسعار بيتكوين، مشيرًا إلى تضاؤل احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع عوائد السندات، وفقًا لموقع كوين ديسك. تتصارع صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية، والتي دفعت البيتكوين سابقًا إلى ارتفاعات غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، تتصارع الآن مع تدفقات خارجية كبيرة. وتشير البيانات الحديثة إلى أنه خلال اليومين الماضيين، شهد صندوق iShares Bitcoin Trust IBIT التابع لشركة BlackRock فقط تدفقات داخلة، في حين أن جميع صناديق Bitcoin ETFs الأخرى إما شهدت ركودًا أو شهدت تدفقات خارجية صافية.
وفي 15 أبريل، سجلت IBIT تدفقًا صافيًا قدره 73.4 مليون دولار، وهو ما يمثل انخفاضاً عن تدفق اليوم السابق البالغ 111.1 مليون دولار، مما يشير إلى تحول في معنويات المستثمرين، على العكس من ذلك، عانى صندوق Grayscale Bitcoin Trust GBTC من تدفقات خارجية مستمرة خلال الشهر الماضي، مع تسجيل تدفق مذهل بقيمة 110.1 مليون دولار بالأمس فقط، مما يسلط الضوء على الاتجاه المستمر لسحب الاستثمارات من هذه الأداة الاستثمارية المحددة وسط تقلبات السوق الحالية.